دهب اٍسم على مسمى ..

مساء الخير أعزائى المدونات و المدونين ..
مبدئيا كده عاوز أقول حاجه مهمه و هى اٍن سلسلة البوستات دى اللى عن منتجعات جنوب سيناء ليس الغرض منها اٍلا لفت الأنظار لهذه المناطق شديدة الحسن بارعة الجمال و اللى للأسف الشديد اٍختار المصريون باٍرادتهم أن يحرموا أنفسهم منها بحجج واهيه و غير صحيحه و تركوا متعة زيارتها للغرباء اللى بينهلوا منها بنهم و شغف لا يشبع .. و أكتفينا بالتصييف فى شارع خالد اٍبن الوليد فى اٍسكندريه اللى المشى فيه بيجيب خنقه من كتر الزحمه و قلة الأدب و بلطيم و راس البر و أحيانا عين الصيره و عين حلوان ..
آدى شاطىء دهب :

و آدى شاطىء اٍسكندريه :

و الاٍختيار لك أخى المصيف .. أختى المصيفه !!

و من أهم الحجج الواهيه اللى بنتعلل بيها للعزوف عن التصييف فى سيناء أن الرحله بتتكلف كتير !!

و الله أبدا .. و عن تجارب لا حصر لها فى كل أوقات السنه و ليس تجربه واحده بأؤكد لكم اٍن الرحله و الاٍقامه و الأكل و الشرب و التهييص هناك أوفر بكتير جدا من رحله تقوم بها أسره متوسطة العدد و الدخل لفتره مماثله فى أى مصيف آخر من اللى متعودين عليه ..

صدقونى جربوا و مش حتندموا و على مسئوليتى :)

النهارده بقى حأتكلم عن منتجع دهب ..

دهب و هى دهب .. و صدق اللى سماها دهب ..

البت المايصه الدلوعه دى اللى اٍسمها دهب بتقع جنوب نويبع بحوالى 100 كيلو على خليج العقبه ..
و كانت زماااااااااان مجرد قريه صغيره للصيادين .. قريه شويه بدائيه و لسه آثارها موجوده :

و أيام الاٍحتلال الاٍسرائيلى لسيناء كانت مدينة دهب هدفا للضباط الاٍسرائيليين لقضاء أجازاتهم فيها و خاصة الطيارين اللى لم يتبق من آثارهم فى المنطقه سوى هذه الطائره الخرده اللى عيال البدو بيستعملوها حاليا لعمل البي بى :

و طبعا المحتلين ماحاولوش أبدا أبدا لا يطوروا منها و لا يعملوا فيها أى خدمات لسكانها و لا مرافق و لا أى شىء لعلمهم أنهم حيخرجوا منها اٍن عاجلا أم آجلا .. و أكتفوا بالشماسى الخوص على الشاطىء و اللى لحد النهارده سمه مميزه لدهب ..

فى أوائل التسعينيات الحقيقه محافظة جنوب سيناء عملت تطويرات كثيره و مجهودات فعاله لتنمية المدينه و النهوض بها اٍلى أن صارت قبله لهواة الغطس :

و تسلق الجبال :

و السفارى :

و القفز بالمظلات

و التزحلق على الأمواج :

دهب مدينه سبحان الله ربنا وضع فيها الجمال فى كل شىء !!

فى البحر و تحت البحر و فى السماء و الجبال و فى الهواء و فى الوجوه و فى كل ما يحيط بك هناك ستجد الجمال !!

دهب المدينه نفسها بتنقسم لعدة أحياء بتضم فى مجملها مساكن حديثه بنتها الحكومه و أسكنت فيها البدو عوضا عن الخيام و المساكن البدائيه اللى كانوا فيها .. و مساكن أخرى بناها الأهالى المقتدرين نوعا ما .. و مناطق الفنادق و الموتيلات الشيك الخاصه بالسياح الشيك برضو .. و أشهر منطقه طبعا فى دهب هى منطقة المسبط حيث الممشى السياحى و حيث توجد عشرات المطاعم و الكافيهات و الكامبات الرخيصه و أشهرها كامب محمد على اللى بأنزل فيه دايما ( 25 جنيه الليله للغرفه و بتساع فردين ) .. و آدى النومه فيه كدهو :

و آدى المسبط بالليل .. تقولش حتة ألماظ يا جدع :

نوعية السياح فى دهب مختلفه حبتين عن نوعية سياح نويبع .. السياح فى دهب جنسياتهم متنوعه مش على طول اٍسرائيليين و لو أن السياحه الاٍسرائيليه برضو رائجه هناك بشكل كبير لكن السياحه الألمانى و الطليانى تكسب فى دهب .. لأن هواة الغطس الألمان و الطلاينه بتعجبهم دهب من حيث تنوع أغراضها السياحيه و تكلفة الغطس فيها بتقل جدا عن التكلفه فى الغردقه و شرم الشيخ .. ده غير أن طبعا وجود الثقب الأزرق اللى فى دهب و اللى له شهره عالميه رهيبه بيجذب له عناتيل الغطس من كل العالم .. و الثقب الأزرق ده له حكايه معايا حأحكيها لكم قدام شويه ..

يعنى الحقيقه السياح فى دهب بيبقوا مبهورين اٍنبهارا باللى شايفينه و عايشينه هناك ليل و نهار و بيحاولوا بشتى الطرق التمتع بكل ما فيها .. من أول مشاركة البدو لتفاصيل حياتهم اليوميه زى العجين و الخبز :

و السهر فى كافيهات المسبط للفجر :

و التمشيه بالليل و التسوق من محلات التذكارات السيناويه :

و التجول بالموتوسيكلات الرباعيه :

و التعامل مع بنات البدو العفاريت الزرق فى البيع و الشراء و اللى بيتكلموا عشرميت ألف لغه بطلاقه و الماهرات فى صنع عقود و أكسسوارات من الخرز و الرسم بالحناء و عمل حاجات كده للبنات :

و بالمناسبه فبنات البدو على فكره منتجين جدا و بيعرفوا يكسبوا و يطلعوا الجنيه من حنك العنتيل على عكس الفكره السائده أن بنات و نساء البدو عاله و لا يعملن .. و بعضهم بيعمل فى أعمال شاقه للغايه زى مثلا الاٍطعام و السقايه و السيطره على عدد كبير من الاٍبل العملاقه فى رحلات السفارى على الجمال .. زى البنوته ساره دى بالذمه مش قمر :

الغطس بقى فى دهب له طعم تانى خاااالص .. و له فلسفه مختلفه عن أى مكان يصلح للغطس فى العالم بأكمله .. ليه ؟؟

بصوا الأول على الخريطه دى :

دى خريطه لأماكن الغطس فى دهب شوفوا عددها الكبير و تنوعها اللى الموقع الواحد فيهم كفيل بأنه يعمل حركة سياحه قويه فى دوله من دول الكاريبى مثلا .. و لا يوجد غطاس محترف أو هاوى فى العالم اٍلا و يحفظها عن ظهر قلب و يحتفظ بنسخه منها فى جيبه على أمل واحد ..

واحد فقط ..

الأمل اللى بيراود كل الغطاسين من مشرق الأرض و مغربها و التحدى الأكبر فى حياته أنه يعمل غطسه واحده يتيمه فى أعماق الثقب الأزرق و يطلع منها و هو لايزال على قيد الحياه !! .. واللى حتلاقوا مكانه فى أعلى الخريطه من فوق خالص ..

الثقب الأزرق بيتحول شيئا شيئا لدى الغطاس لحاله من التحدى الشخصى خاصة لو كان بيعانى من أزمه نفسيه ما و لسه خارج من حالة اٍكتئاب حاده و اللى بيثبت بها لنفسه أولا أنه مش فاشل و أنه لو وصل لمنتهى عمق هذا الثقب المفزع و خرج حيا يبقى كده هو من أفضل الغطاسين فى العالم .. و حقق ما قد فشل فيه العشرات من قبله و كان الفشل بيتمثل اٍما فى الموت و اٍما فى عدم القدره على الوصول لنهايته و يكون الرجوع للخلف رجوعا مؤلما و حزينا لأى غطاس ..

الثقب الأزرق دى بوابته :

مكان يبدو عاديا جدا و لا ينم عما يوجد تحت هذه المياه الهادئه ..

لكن الفتحه اللى بتظهر بلون غامق شويه فى الصوره و اللى بتبدأ بعد متر واحد من سطح الماء بتؤدى لممر مائى مظلم طوله 60 متر بالتمام و الكمال .. و شويه شويه و كلما أوغل الغطاس فى العمق بيبدأ فى الاٍنفصال عن الواقع الحقيقى شيئا فشيئا مع خفوت ضوء الشمس تحت الماء و بداية الاٍظلام التام و أول تنبيه للغطاس ممنوع تماما النظر لأعلى حيث سطح الماء :

و بعده نفق ضيق للغايه من الصخور الحاده شديدة الصلابه المغطاه بالشعاب المرجانيه طوله 20 متر تانيه و النفق ده شديد الظلام فعلا و ده اللى بتحصل فيه حالات الوفاه المتكرره تقريبا بشكل أسبوعى بين الغطاسين بسبب ما يسميه الغواصين صدمة النيتروجين و اٍختلال الضغط فى تجاويف الجسم حيث يتطلب هذا العمق موازنة الضغط الخارجى الرهيب للماء مع الضغط الداخلى و ذلك بسد فتحتى الأنف و النفخ فيهم بشده و هى عمليه سهله و بسيطه و لكن تحتاج لتدريب و تنظيم .. ده بداية النفق :

بعد نهاية النفق المظلم بيوصل الغطاس للقاع حيث يرى بعينيه ما لا يخطر على بال :

قليلون من أستطاعوا أن يلمسوا بأيديهم ما ترونه فى الصور دى على هذا العمق المخيف ..

لا اٍله اٍلا أنت سبحانك اٍنى كنت من الظالمين .. تسبيح بيظل القلب يردده بدون اٍراده للخلاق العظيم حيث لا شىء يعصمه من الموت فى ثوانى اٍلا قدرته ..

مخلفات الغطاسين الغرقى اللى لم يجرفها التيار تتناثر على القاع و تذكر الغواص بمصيره لو فقد السيطره على أعصابه و أستسلم لمخاوفه و للهلاوس السمعيه و البصريه اللى بتصيب الاٍنسان فى العمق ده ..

الغريب فى الأمر اٍن الغطاس بيبقى عارف أنه على بداية فقدان للوعى كلما أوغل فى العمق و بيبتدى يسمع حاجات غريبه أصلا مش موجوده زى أصوات موسيقى و كلام مش مفهوم و صوت قطار سريع و حاجات من دى و لكن برضو بيستمر فى الغوص و كأن فيه حاجه مجهوله بتشده لهناك ..

أهم حاجه أن يحافظ الغطاس على توازنه العصبى و يتبع اٍرشادات المدرب أو المدربه اللى معاه بمنتهى الدقه و الثقه فيهم و خاصة أثناء الصعود للسطح حتى لا يصاب بالتسمم الرئوى أو اٍنفجار المخ و الأمعاء و لا يتسرع فى الاٍنتقال من عمق لآخر و اٍلا مش حيطلع تانى أبدا ..

و دول عتاولة الغطاسين الألمان و هم من القلائل المتخصصين فى مصاحبة من يريد اٍقتحام الثقب الأزرق بمبلغ و قدره و متخصصين أيضا فى اٍنتشال جثث الغرقى من هناك .. بالذات البنت الطليانيه النحيله الهزيله دى اللى تحت المياه بتبقى زى الحوت :

من أمتع النشاطات اللى ممكن أن تمارس هناك القيام برحلة سفارى فى عمق الصحراء المحيطه بدهب .. و للسفارى عدة أنواع منها ما يكون على ظهر جمل أو بالموتوسيكلات الرباعيه أو بواسطة السيارات الجيب .. و فى كل الأحوال فلابد من وجود أدلاء من البدو العارفين بدروب و مسالك الصحراء و اٍلا أنتهت الرحله بما لا يحمد عقباه ..
و أهداف رحلات السفارى كمان مختلفه و متنوعه .. فمنها ما يكون بهدف المكوث فى الصحراء للتأمل و لا لشىء آخر سوى ذلك فى خيام صغيره معده تتسع لفرد واحد و أنت بقى و حظك فقد يكون رفيقك فى الرحله و فى جلسات التأمل و الحوارات الشخصيه و الفلسفيه تحت قمر الصحراء البديع كده و لا حول و لا قوة اٍلا بالله :

أو كده بسم الله ما شاء الله :

و كل واحد بقى و نصيبه ..
طبعا الرحلات اللى من النوع ده مش بتزيد عن يومين أو تلاته و بتتكلف مش أكتر 250 جنيه أو 300 جنيه و ده بيشمل الاٍنتقالات من و اٍلى دهب بواسطة الأخ البدوى اللى بيوديك للمكان و بيسيبك هناك و بيرجع لك فى الموعد المحدد يرجعك و بيشمل كمان اٍيجار الخيمه و الطعام اللى عادة بيكون معلبات و خبز جاف .. و طبعا الماء شىء أساسى ..
رحلات التأمل الصحراويه بتبقى فرصه كويسه أوى للبحث عن الراحه النفسيه و الصفاء الذهنى المفتقدين وسط صخب و جنون المدينه .. و كمان فرصه برضو عظيمه للعوده للحياه البدائيه البسيطه و تنقية الروح من شوائب المدنيه ..
و أما بقى التعرف بالنهار على البيئه الصحراويه المحيطه بك فحدث و لا حرج .. و أيضا لا تدع الفرصه تفوتك للتعرف على جيرانك الجدد هناك بل و اٍحترامهم لأنها مخلوقات الله الضعيفه و لأنك ضيف عندهم زى الآنسه دى :

و الشاب الوسيم ده اللى كان بيدور على عروسه و طول الليل بينكش فى الكراتين :

أما العصافير الحمراء اللون الموجوده بكثره فى الصحراء فأمرها عجيب و الله لأنها جريئه جدا و لا تستحى أنها تشاركك الطعام من الطبق بتاعك بتباته متناهيه :

بس كله كوم و الأخوات التلاته الرخمين دول كوم تانى !!

التلات حمير دول أصلا هربانين من صاحبهم حميد اللى يأس من الاٍمساك بيهم لأنهم مستخبيين فى منطقه جبليه شديدة الوعوره و مطاردتهم فيها خطوره كبيره فكان يكتفى بسبهم و الدعاء عليهم أن يقعوا من أعلى الجبل و تنقطم رقبتهم من غيظه منهم و يحدفهم بالحجاره اللى كانوا بيتفادوها بمهاره فائقه و يردوا عليه الشتيمه بنهيق و تجعير يتردد صداه الرهيب بين الجبال فيخرج الواحد من هدوءه و تأمله و لا يسعه غير تحديفهم هو أيضا بالحجاره من الغيظ ..

و أثناء تجوالك بالنهار فى الصحراء المحيطه بالمخيم أكيد حتلاقى ما يلفت النظر و يستوقفك لتتأمل الحكمه الربانيه فى خلقه .. زى مثلا يعنى هذه النبته الخضراء وسط هذه الأمواج الرمليه الجافه !! سبحانك اللهم و بحمدك رزقتها الحياه فى وسط الأرض الموات :

و من أفضل ما يمكن أن تتفاجىء به أثناء تجوالك النهارى الدائره البيضاء الكبيره المرسومه بواسطة البدو على الرمال و اللى بتعنى أنه بيوجد بئر تصلح مياهه للشرب فى محيط هذه الدائره :

و ده طبعا كنز لا يقدر بمال الدنيا للجماعه اللى بيعملوا سفارى على ظهور الاٍبل و اللى بتستغرق مسيرتها عدة أيام وسط الصحراء القاحله حتى الوصول لواحة عين خضرا المذهله بنخيلها و عيون ماءها المثلجه و بأهلها شديدى الكرم و خفة الظل و بالزراعات العجيبه اللى رائحة زهرتها لما بتعبق هواء الواحه فى الربيع بتسطل اللى دماغه خفيفه زى حالاتى :

نيجى بقى للمغامره الحقيقيه ..

يا سلام على رحله لزيارة منطقة التلال البيضاء و الحمراء و اللى بتعتبر برضو داخله ضمن نطاق رحلات السفارى ..

اللى بيقوم بالرحله دى بيحمل معه حقيبه صغيره يسهل حملها على الكتف بتحتوى على بعض الأطعمه الخفيفه و زجاجتين ماء و شوية تجهيزات بسيطه للاٍسعاف فى حالة حدوث اٍلتواءات أو جروح ..

و كلما طبعا صغرت الحقيبه و خفت الحموله كلما كان ذلك أفضل لأن ده سيساعد كثيرا فى السير و التسلق .. يعنى بلاش تعملوا زى البنت الألمانيه دى و تشيلوا هذا الكم من الشنط المليئه بأصناف الطعام و الحلويات و اللى فكرتنى بالسيدات المصريات اللى بياخوا معاهم فى الجنينه و لا فى النادى كميات أكل تكفى عزومه :

و نصيحه تانيه مهمه أن لا يقوم بهذه الرحله الشاقه اٍلا الواثق من لياقته البدنيه أو على الأقل يستعد لها قبل القيام بها بشوية تمارين لتنشيط العضلات حتى لا يضطر كل شويه لطلب المساعده من السائحين اللى بيتنططوا زى الغزلان بمنتهى اللياقه و هم بيبتسموا كمان ( وش متغاظ أوى )
و أيضا اٍرتداء ملابس واسعه لتسهيل الحركه .. و أحذيه خفيفه .. وربط أنكل القدم برباط ضاغط علشان ما يلتويش أثناء السير و التسلق ..

باٍختصار كده و من الآخر المشوار ده صعب جدا و لا يقدر عليه بجد اٍلا الشباب العفى اللائق جسديا ..

الرحله للمنطقه بتستغرق حوالى يومين و هناك فيه أدلاء مخصوصين بيستلموا أبن آدم من زميله اللى جايبه من دهب .. و بالتأكيد الدليل ده حافظ كل الممرات اللى بداخل التلال كما يحفظ كف يده خاصة أنها تماما كبيت جحا و التائه فيها قولوا عليه يا رحمن يا رحيم و متهيألى كده أن متاهة بنى اٍسرائيل كانت وسط هذه التلال العجيبه :

و فيه مناطق فى هذه التلال وعره جدا و يصعب تسلقها و تحتاج لقوه بدنيه و لياقه هائله .. و حتلاقوا فى بعض المناطق سلالم خشبيه عاملينها البدو بطريقه بدائيه لكن جيده لاٍستعمالها .. و من ضمن المهام الوظيفيه للدليل البدوى صالح اللى على راسه كوفيه حمرا اللى فى الصوره دى أنه يسند السائحات اللى مش بيعرفوا يتسلقوا كويس :شغلانه لطيفه و مش بطاله برضو و ممكن يتحسد عليها ..

تكوينات الصخور و تدرج ألوانها بجد شىء يفوق الوصف !!

من الأبيض الناصع للأسود اللامع مرورا بكل الألوان المعروفه و الغير معروفه و بعضها طبقات فوق بعض و بعضها يتداخل فى دوائر خلابه و تدور فى الأذهان أسئله كثيره محيره عن الحكمه الاٍلهيه من هذه التشكيلات البديعه و دائما تتردد فى النهايه كلمة : سبحان الله !!

يعنى شوفوا التكوين البديع ده !!

شوفوا تدرج الألوان و تداخلها !!

سبحان الله ..

أهم ملحوظه بقى فى المشوار ده اٍن الجماعه الأجانب دول عندهم مبدأين محترمين جدا و عجبونى أوى .. أول حاجه أنهم بيعملوا كل حاجه بحب .. مافيش حاجه مفروضه عليهم .. و بيخلصوا فى حبهم للأشياء لدرجة العشق و الوله .. فتلاقوا أى حاجه بيعملوها بتطلع منهم متقنه ..
الحاجه التانيه أنهم بيحترموا الأشياء .. أى أشياء .. ماشفتش واد و لا بت خوجايه بيحفروا على الصخر الجميل ده قلب و جواه سهم و حرفين أساميهم .. ماشفتش حد منهم بيرمى عود كبريت على أرض الصحراء الشاسعه و لا بيقضى حاجته ورا صخره و يقولك أمال أعمل أيه يعنى أعملها على نفسى ؟؟يا جماعه دول بيحافظوا على التراث اللى ربنا خالقه متعه للعين كمحافظتهم على نظافة بيوتهم ..

و أنقهرت و ربنا لما أفتكرت المناظر و الحركات المؤذيه من طلبة المدارس بتوعنا فى رحلاتهم للمتحف المصرى و لا لمنطقة الأهرامات و أبو الهول .. و الرسومات و الكلام القذر المكتوب بأيدين الأحفاد على قواعد التماثيل و المسلات اللى تركوها الأجداد فى الأقصر ..

بس برضو اٍحنا أحسن منهم ..

نعم ؟؟ بأمارة أيه ؟؟

مش عارف و الله بأمارة أيه .. بس اٍحنا أحسن منهم و خلاص ..

و نرجع مرجوعنا تانى لدهب :)

دهب المدينه اللطيفه الظريفه الحلوه بناسها و اللى بيشتغلوا فيها بمنتهى الجديه و الجدعنه و تقريبا لا المطاعم و لا الكافيهات و لا المحلات بتقفل على مدار ال 24 ساعه ..

بأستمتع أوى فى دهب بصحبة حبيبى و صديق السنين زينهم الشهير بزينهم بامبولينو و هو اللى أطلق على نفسه هذا الأسم الطليانى حبا فى زعيم عصابة المافيا فى نابولى ..

و هو رجل أعمال ناجح و عنده مطعم شيك أوى فى دهب بيطل على البحر مباشرة .. و هو أصلا أبن بلد من العباسيه القديمه و دمه خفيف أوى أوى و له من النوادر ما يملأ مجلدات :)

منها مثلا أنه لما أراد أن يفتتح كافيتريا فى المسبط ملحقه بمطعمه طلب منى أقترح عليه اٍسم يجذب السياح الاٍسرائيليين !!

أتغظت أنا بصراحه و كعادة الفلاحين لم أبين غيظى و كتمته جوايا .. فكرت شويه و فى لحظة تجلى و كأنى لاقيت التايهه قلت له :

- نيوهولوكوست .. هو ده أحسن اٍسم يا زينهم !!

الراجل فكر شويه كده و سألنى فى حيره :

- يعنى معناته أيه بالعربى ده ؟؟

جاوبته :

- نيو يعنى جديد يا زينهم .. و هول يعنى ثقب .. و كوست يعنى شاطىء .. يبقى الاٍسم معناه أييييييه ؟؟

فكر شويه كده و قال فى شك :

- يعنى ثقب الشاطىء الجديد ؟؟ هو فين الثقب ده ؟؟
كتمت ضحكى بالعافيه و شاورت له فى اٍتجاه الثقب الأزرق فى مياه الخليج :

- بالظبط كده يا زينهم الثقب الأزرق هناك أهو و كافيتريتك بقى هى الثقب الجديد ..

اٍقتنع زينهم بكلامى و فرح بالاٍسم اللى كتبه بحروف اٍنجليزى من اٍملائى فى ورقه علشان ماينسهوش و عارفين طبعا الهولوكوست ماذا يعنى لليهود .. و شرع فى تجهيز الكافيتريا و فرشها و لما بدأ فى كتابة اليافطه عند الخطاط اللى فى المدينه كان السياح اليهود بيمروا فى الشارع و يوجهوا نظرات ناريه كلها كراهيه للخطاط اللى بيكتبها ظنا منهم أنه شعارمش يافطة كافيتريا و كان بعضهم بيصور اليافطه و زينهم بيضحك فرحان و فاهم أن اليافطه عجباهم .. و لاحظ زينهم بعد شويه تجمعهم قدام اليافطه بالعشرات و نظرات الحقد و الغضب فى عينيهم بل و بدأ بعضهم فى الاٍتيان بحركات يعاقب عليها القانون بأيديهم لزينهم فخاف منهم و سألهم هو فيه أيه يا جدعان ؟؟

و لما فهم الحقيقه أستشاط غضبا و زعل منى بصراحه و كدنا أن نفقد صداقتنا أثناء العتاب لولا مرور سائحه أوكرانيه قدامنا طيرت عقله ( و ما طيرتش عقلى ) و خلته يسيب القهوه اللى كنا قاعدين عليها و طار وراها ..

السائحه الأوكرانيه دى عملت عنده فيما بعد فى المطعم .. و كان جمالها الأخاذ سببا فى اٍكتظاظ المطعم بالرواد .. و كانت نهاية جيتا - و هذا اٍسمها - مأساويا على يد زوجة زينهم اللى ضربتها بكوبايه فى وشها و خدت فيه 6 غرز بعد أن يئست من زوجها و أيقنت أنه فعلا بيميل لهذه الأوكرانيه الحسناء .. و كانت مشكله كبيره للغايه و خلصت بقرشين تعويض للبنت الأوكرانيه اللى لسه موجوده فى دهب لحد النهارده ..

دهب كمان بتعتبر نقطة اٍنطلاق لسانت كاترين حيث زيارة الدير الأثرى و المسجد اللى بناه عمرو ابن العاص هناك .. و حيث و هذا الأهم زيارة جبل موسى القريب من جبل سانت كاترين ..

زيارتى لجبل موسى و وقوفى فى البقعه المباركه اللى تلقى عليها كليم الله موسى عليه و على نبينا الهادى الأمين أفضل الصلاة و السلام الوحى تجربه روحيه اٍنسانيه جديره بالحكى ..

فأنتظروا البوست القادم ..

مع تحياتى ..