صباح الخير أعزائى المدونات و المدونين .. علاقتى بجنوب سيناء علاقه قديمه ترجع لعام 1992 لما رحتها لأول مره فى مهمة عمل خاصه و من اللحظه الأولى سقطت فى هواها !!
طبعا من نافلة القول التكلم عن جمال الطبيعه هناك و عن روعة خليج العقبه اللى بيحتوى على غابات ليس لها مثيل من الشعاب المرجانيه و الأسماك الملونه فى أى بحر من بحار العالم ..
لى فى كل مدينه فى جنوب سيناء ذكريات و أصدقاء و ناس بينى و بينهم عيش و ملح و اٍرتباطات عاطفيه من الصعب شرحها و لكنها محسوسه ..
أقرب مدينه لقلبى هى نويبع ..
نويبع البلد الجميله الوديعه اللى بجد ليس لها أخت و لا حتى بنت عم فى أى مدينه فى العالم من مشرق الأرض لمغربها .. آدى البحر للى عايز .. شوفوا الجمال :
و آدى السفارى للى عايز :
نويبع بتقع على خليج العقبه مباشرة و بها ميناء كبير بيزدهر و بيزهزه المدينه فى موسم الحج و العمره و عودة العاملين المصريين من الأردن و دول الخليج .. و بتواجهها من الناحيه الشرقيه للخليج مدينه و ميناء صغير فى المملكه العربيه السعوديه و من السهل جدا لما بيكون الجو صافى أن ترى بسهوله السيارات بل و البشر اللى بيتحركوا هناك .. و لو ضربت بعينك شمال شويه حتشوف مدينة العقبه الأردنيه بوضوح شديد برضو لكن بتكون واضحه جدا و أنت فى طابا و فى نفس الوقت برضو بتقدر تشوف بسهوله ميناء اٍيلات فى اٍسرائيل .. و من الناحيه الغربيه بتحدها سلسله من الجبال شاهقة العلو مليئه بالظبيان و الغزلان و المعيز الجبليه و اللى بالليل بتتقافز قدام السيارات فى الطريق المؤدى لصحراء النقب فى مشهد ممتع للغايه .. أما لحظة شروق الشمس على جبال نويبع الغربيه فشىء لا يمكن وصفه و لا يكف القلب لحظتها عن تسبيح الخالق الجليل خاصة مع صوت هدير جوف الأرض المخيف اللى بيتسمع بوضوح فى هذا السكون المهيب .. أهوه :
آل أيه و الاٍنسان بغباوته و هبله لما تاخده العزه بالاٍثم يقول : ده أنا فيا صحه تهد جبل :))
طيب أهو الجبل قدامك أتفضل هده !! ده أنت يا عم لما ضرسك بيوجعك بتقعد تولول و تقول تعالى لى يامه !!
أستغفر الله العظيم و لا حول و لا قوة اٍلا بالله تباركت يا رب يا من جعلت الجبال أوتادا ..
يعنى نويبع بتتمتع بموقع فريد عجيب لا تتمتع به أى مدينه أخرى فى العالم حيث أنها بتطل على مملكتين عربيتين و فى نفس الوقت بعتبر على حدود اٍسرائيل و ده أدالها طابع مميز برضو من حيث اللهجه و طبيعة الحياه و أهلها البدو الأصليين بيرتبطوا بصلات نسب و مصاهره مع قبائل فى الدول التلاته و بيتنقلوا بينهم بمنتهى السهوله و بدون أى تعقيدات .. أو هكذا كان الوضع فيما سبق ..
ده مدخل مدينة نويبع من الطريق الأوسط مش من ناحية طابا :
الجبل اللى هناااااااك ده فى السعوديه و خليج العقبه بيفصل بينه و بين نويبع ..
سكان نويبع الأصليين بينتمى أغلبهم لقبيلة الترابين و هى كبرى قبائل عرب جنوب سيناء و بتوازى فى قوتها و سطوتها قبيلة الفواخريه فى شمال سيناء .. و أفرادها منتشرين فى مصر و الأردن و السعوديه و اٍسرائيل و بيعملوا فى التجاره و السياحه و الزراعه بالتنقيط و مش ضرورى برضو تعرفوا بيزرعوا أيه !!
بدو سيناء بصفه عامه و خاصة أفراد قبيلتى الترابين فى الجنوب و الفواخريه فى الشمال عايشين فى سلام و وئام و بينهم مصاهره و نسب و مصالح مشتركه .. و حقيقى ناس محترمين و يعرفوا العيب و لا يقربوه .. و الكرامه عندهم تساوى الحياه و الويل لمن يهين كرامة بدوى أو يعتدى على شرفه أو يستخف به .. و أفراد القبيلتين بعضهم بيشغل مناصب عليا و مراكز مرموقه .. و لو حصلت مشكله بينهم فبيلجئوا لكبار قبائلهم و بيحلوا الموضوع ودى بدون تدخل حكومى فيما يعرف هناك بالمجالس العرفيه اللى أحكامها واجبة النفاذ فورا بدون اٍستئناف و لا نقض و لا حيل و ألاعيب و اٍلا تعرض المحكوم عليه للنفى من القبيله و دى مصيبه لا علاج لها بالنسبه للبدوى .. و على مدى سنوات طويله لم تسجل فى أقسام الشرطه هناك سوى حالات سرقه تعد على الأصابع و كان أبطالها من غير البدو يعنى من محافظات أخرى ..
و لو حصلت مشكله بين بدوى و بين ضيف من أى مكان فيكفى أن ينبه الضيف أنه سيلجأ لكبير القبيله علشان يجيب له حقه فتلاقوا البدوى على طول لان و بقى طيب أوى أوى و يسارع لحل المشكله حتى لا يقف أمام شيخ قبيلته متهما بالعيب مع ضيف ..
أقدر أقول بقلب جامد أوى اٍن السياحه هناك سياحه اٍسرائيليه بنسبة 99% .. و ال 1% الباقيه سياحه مصريه متمثله فى أنا شخصيا و فى الأجانب اللى بيفدوا عليها فى طريقهم من و اٍلى طابا .. و ده الحقيقه شىء مؤلم للغايه أن المصريين لسه لم ينتبهوا لجمال و روعة السياحه و التصييف فى مدن جنوب سيناء و سايبينها للى بجد عرفوا قيمتها و عرفوا اٍزاى يتمتعوا بها حتى الثماله .. و أكتفينا بالمصايف المعتاده التقليديه اللى بقت زحمه و خنقه و مش لطيفه أبدا !!
السياح الاٍسرائيليين بالمئات و أحيانا بالألوف أعتادوا على قضاء أجازاتهم الأسبوعيه صيفا و شتاءا يومى الجمعه بعد الضهر و السبت فى نويبع اللى بيدخلوها بدون تأشيره ( و مسموح أيضا للمصريين دخول مدينة اٍيلات بدون تأشيره كما نصت على ذلك اٍتفاقية السلام ) من منفذ طابا البرى اللى بيبعد عن نويبع مسافة حوالى 50 كم بسياراتهم أو بدون و بيركبوا أتوبيسات عامه أو سيارات نصف نقل و ميكروباصات تنقلهم من طابا لنويبع و دهب و سانت كاترين و نادرا شرم الشيخ لأنهم أصلا لا يقدروا على مصاريف الحياه فى الشرم .. و غالبا بيقضوا اليومين دول فى كامبات لطيفه ظريفه على الشاطىء و أشهرها كامبات بساطه و أصاله و هلا و ترابين برادايس و عبد النبى اٍن و بيفضلوا يناموا على كليمات مفروشه على الرمال على بعد خطوتين من مياه الخليج على الطريقه البدويه فى العراء و بجد الناس دول معندهمش حياء أبدا خالص !! ( وش بيلطم )
يومى الجمعه و السبت و فى الأعياد اليهوديه زى الفصح و كيبور و عيد خروج اليهود من مصر و عيد المسخره ( هو أسمه كده ) و عيد الفطير ( مش الفطر ) بتعتبر أيام رواج كبيره أوى فى نويبع بالنسبه للفنادق و الكامبات الرخيصه اللى سعر البيات فيها لا يتعدى 20 جنيه للفرد و دورات المياه فيها مشتركه للرجال و النساء و أيضا للمطاعم و الكافيهات اللى أغلب أصحابها و العاملين فيها من منطقة نزلة السمان فى الهرم و بيتكلموا عبرى زى العفاريت الزرق و التعامل بيكون اٍما بالدولار أو الجنيه المصرى أو الشيكل الاٍسرائيلى اللى بيساوى هناك جنيه برضو .. و بيبقى شاطىء الترابين صاحى ليل و نهار و اٍحتفالات عجيبه و حالات جموح من البنات اليهود مقاصيف الرقبه باهرات الوحاشه ( علشان محدش يزعل ) و الله يرحمك يا عم رأفت يا هجان لو كنت عايش كنت طحنت العالم دى :
و الحقيقه حالات الجموح دى بتواجه بكل حزم من رجال الشرطه اللى ظهورهم على الشاطىء بيسبب حاله من الاٍنضباط الشديد لأن اليهود يخافوا جدا جدا من المشاكل و خاصة مع الشرطه و عنده يتعمل بسطرمه و لا يدخلش الكراكون و يبدو اٍن رجال الشرطه الاٍسرائيليين شاوينهم على الجنبين و مربيين لهم الرعب برضو زيهم زى بقية الشعوب اللى الحمد لله اٍحنا مش منهم .. و ده شاطىء الترابين :
تعرفت فى نويبع فى واحده من زياراتى على شاب بدوى بعد أن غرزت عربيتى فى الرمال فى المنطقه المنعزله من الشاطىء اللى دايما بأعسكر فيها بعيد عن دوشة السياح .. أهيه :
و شدها هو بسيارته النصف نقل و قد تطوع لمساعدتى من غير حتى ما أطلب منه بعد أن شاهد الورطه اللى كنت فيها .. الشاب ده عرفنى على نفسه بعد كده اٍن أسمه عياد و أبوه هو الشيخ زايد – رحمة الله عليه – كبير قبيلة
الترابين فى نويبع و اللى كان مصر اٍصرار لا يلين أن الله سبحانه و تعالى كان يقصد بقسمه (( و هذا البلد الأمين )) مدينة نويبع و لا شىء آخر !!
- طيب ليه يا عم الشيخ زايد ؟؟
فكان رده غريب شويه لما سألته لأنه شايف أن هذا القسم جاء بعد (( و طور سينين )) و نويبع بتقع بعد مدينة الطور يبقى بالعقل كده نويبع هى المقصوده بالقسم .. ده من وجهة نظره طبعا متناسيا أو متجاهلا أن مدينة شرم الشيخ هى اللى بتقع بعد مدينة الطور :))
و تصادقنا بسرعه أنا و عياد خاصة لما عرف أنى من القاهره و رفض بتاتا تناول أى أجر عن شهامته بل و دعانى للغداء عنده فى البيت بعد يومين ليعرفنى على أخوته و أبوه و أتفقنا أنه سيأتى ليأخذنى بعد أن يحضر الدب على حد قوله .. و تساءلت بينى و بين نفسى اٍن كان سيصطاد دبا و يدبحه للغداء و لا أيه ؟؟؟!!!! و شعرت بالرعب من الفكره و الريبه فى أمره خاصة أن نويبع تخلو من الدببه و لكن سرعان ما أكتشفت أنه يقصد بالدب السياره الجيب بتاعته ..
بيته كان عباره عن مبنى كبير من الحجر السيناوى الملون بيطل مباشرة على خليج العقبه .. و المنظر من هناك رائع رائع فوق ما العقل يتصور .. جلسنا سويا نتحدث بعد أن طلب من اٍخوته اللى جاؤوا للغداء معنا أن يحضروا الطعام و قد رحبوا بى كثيرا حتى شعرت بالخجل و الله و كل واحد فيهم أخرج من جيوبه ما يعتبرونه واجب الضيف و لكنى رفضت بشده و طلبت منهم أن يشيلوا من أمامى هذا الواجب المهبب اللى أمقته مقتا شديدا ..
و كان بصحبة واحد فيهم فتاه اٍسرائيليه وعيال أختها و كانت عاوزه تروح العمود .. عمود سليمان كما يسمونه بدو نويبع و بيقولوا اٍن سيدنا موسى عبر خليج العقبه للسعوديه من هذه النقطه قبل أن يتوجه لفلسطين حيث يقابلها من الجهه السعوديه فى جبل اللوز عمود مثله تماما و بيقولوا اٍن نبى الله سليمان عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام وضع بيده هذا العمود كعلامه .. و العمود ده بيعتبر مزار يهودى مقدس خاصة للبنات اللى عاوزين يتجوزوا حيث بيتباركوا بيه لأن فى زعمهم تمت زيجات كثيره جدا بين شباب و بنات بنى اٍسرائيل فى هذه البقعه قبل أن يعبروا للضفه التانيه من الخليج ( أمال لو كانوا شافو عمدان الصعيد بقى اللى بحق و حقيقى كانوا عملوا أيه ؟؟ ) .. و آدى مسمار جحا الخايب بتاعهم خيبهم الله :
و فوجئت بعد قليل بسيده أجنبيه شقراء ترتدى الملابس البدويه و لكن مش مغطيه وجهها كما النساء البدويات تحضر صينيه كبيره عليها الطعام و الخبز البدوى الشبيه بالرقاق !!
و ياله من طعام .. كان عباره عن خروف مقطع لأجزاء كبيره و مطهو داخل قدرتين فخار بطريقه عجيبه سأشرحها فى آخر البوست و مخليه اللحم زى الزبده بصراحه ..
حيتنى بالاٍنجليزيه و رحبت بى بالعربيه قائلة : يا هلا و مرحبتين !!
و أفترشت الأرض بجانب عياد .. سألته مين دى يا عياد ؟؟
قال : زوجتى يا أبو على .. هى هولنديه و متزوجين من 3 سنين ..
أستغربت من الموقف فحكوا لى القصه من أولها ..
مارجريت أو مارجا كما كانوا ينادوها وفدت لنويبع من هولندا من بلد اٍسمها شيدام عن طريق شرم الشيخ و كانت متوجهه لمدينة اٍيلات فى اٍسرائيل بغرض السياحه .. و فى نويبع تعرفت على عياد و بهرت ببساطة حياة البدو و الطبيعه الخلابه فى الخليج .. فطلبت منه أن يساعدها على البقاء فى نويبع فتره من الوقت .. فأسكنها مع اٍخواته البنات اللى كانوا بيخرجوا يوميا للتنزه و جلب الماء من النبع القريب فعشقت الحياه هناك .. و ده النبع :
و لما ملت من حياة الراحه و البطاله طلبت منه أن يهيىء لها عملا تشغل به وقتها و تكسب منه مالا فأفهمها أن هذا عيب و أنه لا يجوز لضيف البدوى أن يعمل أو يصرف على نفسه .. فأصرت فلم يجد أمامه حتى يرضيها و يدفعها للبقاء فى نويبع لأن الحب قد بدأ يربط بينهما سوى أن يسلمها 3 جمال صغيره و 6 معيز لترعى بهم كام ساعه فى اليوم و يعطيها على ذلك أجرا بشرط أن يرسل معها أخاه ليراقبها من بعيد لبعيد حتى يكون بجانبها لو طرأ طارىء ..
تضحك مارجا من قلبها و تكمل بلهجه عربيه بدويه قريبه من لهجة كوكا فى فيلم عنتره :
- كان الأروام ( يعنى السياح ) يستعجبون من هادى البدويه الشجرا اللى بترعى لابل و لمعيز و كانوا يظنون البدو خاطفين اٍياى و يعرضون يساعدون و أجولهن كونوا بحالكن :)
شويه شويه بدأ الحب الحقيقى تظهر أعراضه على عياد و مارجا اللى بتكبره بحوالى 10 سنين على حسب تقديرى !! .. و كانوا بيتفاهموا مع بعض بشويه اٍنجليزى من اللى أتعلمهم عياد من السياح و طبعا أكتر تفاهمهم كان بالنظرات و الهمسات ( ده أكيد يعنى ) ..
لحد ما عياد أتشجع و طلب يتجوزها بعد سنه من اٍقامتها فى نويبع .. مارجا وافقت على طول و قد عشقت حياة البدو و هامت حبا بالشاب البدوى الوسيم بس المشكله كانت فى عرض هذا الأمر على أبوه الشيخ زايد الرجل المسن العتيد اللى كانت كلمته سيف على رقاب أفراد القبيله اللى بيدينوا له بالطاعه و الولاء ..
أتشجع عياد و جاب أخوه سلامه و أخوه حسن الأشعث و ده اٍسم الدلع بتاعو لأن اٍسمه الحقيقى حسن همبكه و راحوا على أبوهم و فاتحوه فى الموضوع ..
بيحكى عياد و هو بيصب دور الشاى الحبر المغلى مع السكر على نار الراكيه للمره العشرتلاف :
- كنت متوجع بوى ينفينى من الجبيله لكن فوجيت بيه بعد ما حاكينا وياه كتير كتير يبسم و بيجول لى : على بركة الله يا ولدى عل نسل جبيلتنا يتحسن و لو كانت خيوتها متلها مزيونه أرسلون جيبوها لنزوجوها لخيوك هادا التيس الأشعث عله يتمدن !!
يعنى قاله على بركة الله يا أبنى يا عياد يمكن نسل قبيلتنا يتصلح على أيدك و لو كانت ليها أخت حلوه كده زيها نبعت نجيبها من بلدها و نجوزها أخوك التيس ده حسن الأشعث يمكن يتمدن و يبقى بنى آدم ..
مارجا أسلمت و الله وحده يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور .. و قبل الزفاف فوجىء عياد بها تطلب منه المهر !!
و يبدو أن من طول عشرتها للبدو و مما كانت تسمعه من اٍخوات عياد البنات صارت مثلهم فى كل شىء :)
فوجىء عياد بهذا الطلب اللى لم يكن على باله .. و ما عاد يملك مالا بعد ما أنفق ما لديه على بناء بيت الزوجيه و فرشه و تهيئته بكل وسائل الراحه الحديثه لدرجة أنه عامل الحمام بورسلين .. فركبه الهم بعد أن أصرت مارجا على موقفها و تمسكت بالمهر .. فما كان من أبيه و أخوته ألا أنهم جمعوا من بعضهم مالا وفيرا و سلموه لعياد ليشترى به ذهبا للعروس و يدفع لها مهرا فرفضت مارجا هذا العرض رفضا تاما !!
و لما وصل الحوار معها لطريق مسدود عرضت مارجا برضو على طريقة البدو أن يتعهد أمام أبيه و أعمامه و أخواته أنه سيدفع لها مهرا و يشترى لها ذهبا فى خلال مده معينه من حر ماله هو و ليس من أموال أهله و أن يتنازل لها حاليا عن الجمال و المعيز اللى كانت بترعاهم و اللى دلوقتى كبروا و بقوا حاجه محترمه لهم تمن و كمان يتنازل لها عن الجحشين اللى بينقلوا عليهم الماء من النبع و على رأى المثل من عاشر القوم أربعين يوم صار منهم !!
لما سمعت الحكايه كاد قلبى أن يتوقف من الضحك و سألت مارجا اٍن كان عياد أبر بوعده و أشترى ذهب و دفع لها مهر ؟؟ فقالت و على شفتيها اٍبتسامة رضا :
- و الله ما صار لهالحين بس عطيانى هالموى أتسبح فيه لحالى :)
و أشارت للخليج ..
نسيت أقول لكم أن مارجا و اٍخوات عياد البنات زينه و هب الريح عاملين زى مشروع صغير كده لصنع الكليم و السجاد البدوى على الأنوال و بيبيعوا للمحلات فى نويبع و دهب و شرم الشيخ و بيكسبوا ما شاء الله كويس جدا ..
ده غير أن معظم البدويات هناك بيتكسبن من حاجه غريبه جدا قد لا تخطر على البال .. و هى أنهم بيجمعوا من الخليج فى الصباح الباكر كائن بحرى أسود تماما اٍسطوانى الشكل و بيسموه .... البحر ( مكان النقط كلمه مش ولابد كده) و بيجففوه بطريقه معينه و بيطحنوه و بيتم تهريبه للخارج حيث بيستخلصوا منه الماده الفعاله و الأساسيه الداخله فى صناعة الفياجرا أو هكذا قيل حيث أن هذا الكائن البحرى غير موجود فى أى مكان آخر فى العالم غير فى خليج العقبه .. ولقد شهدت بعينى البدويات و هن يجمعنه و أيضا خطوات تجفيفه و طحنه ..
ده عياد اللى لابس جلابيه بيضا و سويتر أزرق و اللى وراه اللى لابسه نضاره دى مراته مارجا و اللى واقف وراها ده أخوه حسن الأشعث عازف السمسميه البارع اللى لا يشق له غبار و اللى قاعدين جنبه دول اٍخواته الأتنين التانيين .. أما البت الرخمه المنكوشه دى اللى فى آخر الصوره على الشمال فدى البت الاٍسرائيليه جنات و عيال أختها الشحاتين و تقريبا عندها فوبيا من الاٍستحمام و هى من حركة السلام الآن و بتؤيد الحق الفلسطينى و كانت مصره تورينى آثار ضربة خرزانه على .... ( مش مهم فين بقى ) من عسكرى أمن مركزى اٍسرائيلى أثناء مظاهره مشتركه مع العرب فى القدس ضد شارون و سياسته الاٍرهابيه و كانت ترفع العلم الفلسطينى على حسب حكايتها :
يا بنت الأيه يا مصر .. و الله الواحد كل ما يمشى فيكى خطوتين يتكعبل فى حكاوى تملا كتب .. و كل ما نزهق منك و من عمايلك نلاقينا بنحبك أكتر و أكتر و ياما فى قلبك شايله أسرار و ألغاز ما حد يعرف يفكها غير اللى يعيشك بجد و بحق و حقيقى مش اللى يعيشك فى الكافيهات و المولات و زحمة شوارع مدينة نصر و وسط البلد و يرجع بيتهم يكتب عنك و يلعن سنسفيلك و يبقى كده من وجهة نظره بيحبك و عمل اللى عليه ..
فهمتوا قصدى ؟؟
********************
طريقة عمل الخروف على الطريقه البدويه علشان عارف أنا فيه ناس هنا بتعشق اللحمه الضانى عشقا قد ملك الفؤاد و الروح :
- تجيبوا خروف متوسط و تقطعوه هوبر كبيره شويه و تستبعدوا الليه .. تخلطوا الأجزاء المقطعه ببصل ترنشات و ثوم صحيح و شوية جذور جنزبيل و طبعا ملح و فلفل و ورق لورى و مستكه و حبهان و مرمريه و حاجه اٍسمها السماق من عند العطار و جوزة الطيب و قرنفل و قرفه و أوراق ريحان خضراء و يتحط كل ده فى القدور الفخار المبطنه من الداخل بماده عازله لا تسمح بالترشيح و تقفل جيدا جدا و باٍحكام بالطين مع الحرص اٍن الطين ميقعش فى القدور و عمل ثقب صغير جدا يسمح بخروج البخار.. و تترك لتجف ..
تكونوا بقى محضرين من قبلها حفره فى الرمل بعمق متر و نص مثلا و مليانه حطب و تولعوا فيه و تسيبوه لما ينطفى و يصفى و يبقى جمر .. تدفنوا فيه هذه القدر الفخاريه باللى فيها و تردموا عليها كويس و تسيبوها يومين مع مراعاة عدم دفن بق القدره و ترك الثقب الخاص بخروج البخار غير مغطى و اٍلا أنفجرت القدور.. و لما تطلعوها بعد يومين حتلاقوها لسه بتغلى و اللحم بقى زى الزبده و تقريبا منفصل عن العضم .. و بألف هنا و شفا ..
أشوفكم على خير اٍن شاء الله البوست الجاى أحكى لكم شويه عن مدينة دهب و ثقبها الأزرق و صديقى زينهم بامبولينو اللى مراته خدت وش الوليه الأوكرانيه بقعر الكوبايه ضبه و مفتاح و جابت لها حول فى الشبكيه و بقت بتتكلم زى فؤاد المهندس لما كان بيغنى لهند رستم و يقول : يا حبيبى أفافا ..
و لكم التحيه ..